مسار الجمعية

تاريخ

المحطات التاريخية للجمعية

حضور بارز في المشهد الجمعوي المغربي

في سنة 2000م، قامت ثلة من الشباب الطامح والذي تشبع بقيم البذل والعطاء بتأسيس جمعية كشفية تربوية، أطلق عليها اسم جمعية كشافة المغرب بمدينة الدار البيضاء، انطلقت الجمعية من الاشتغال على الصعيد المحلي إلى الاشتغال على الصعيد الوطني حيث وصلت إلى 58 فرعا سنة 2023 تتوزع على جهات المملكة. لم يكن تأسيس الجمعية وليد الصدفة بل هو وليد حلم راود مؤسسيها حتى تحقق أمامهم بمثابرتهم وصبرهم ووضوح رؤيتهم. وتميزت بالإيمان الراسخ لأعضائها برسالتها وبسمو أهدافها وبمبادئها التي التي تنادي بالتمسك بالمثل العليا والقيم والأخلاق الفاضلة، وبقدرتها على التطور المستمر بما يساعد على جعل أنشطتها وبرامجها تتماشى دائما مع احتياجات المنتمين إليها، وظروف المجتمع وواقع الحياة. كانت المبادئ التي تأسست عليها جمعية كشافة المغرب – ولا تزال – تستند على قيامها على مبدأ التطوع، كجمعية كشفية تربوية تستهدف المساهمة في تنشئة الطفولة والشباب، وتؤهلهم للمشاركة في خدمة الصالح العام من خلال تكوينهم وتعليمهم بالممارسة وتوجيههم في مختلف المجالات التربوية، الفكرية، الاجتماعية، والبدنية، وفقا للقيم والمثل الوطنية العليا، ووفق المقومات الحضارية والثقافية للمملكة، غايتها في ذلك فتح الآفاق أمامهم للانخراط الإيجابي، والإسهام في خلق مجتمع متحضر مستشرق لغد مشرق وواعد. من هذا المنطلق نحتت الجمعية مسارها في درب التميز والإبداع، وقدمت نموذجا في مجال العمل الجمعوي والكشفي، مما أكسبها مكانة مهمة بين الجمعيات التربوية، وبوأها الطليعة وطنيا من حيث عدد المستفيدين. لقد برزت جمعية كشافة المغرب منذ لحظة الميلاد كمدرسة للتكوين والتأطير في مجالات التنمية البشرية، بحيث كانت السباقة في تناول هذه الموضوعات التكوينية على الصعيد الوطني لأول مرة بالمغرب بعد إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005.

ومن خلال تتبعنا للمسار التاريخي لجمعية كشافة المغرب إلى حدود الآن يمكن تقسيم هذا المسار إلى ثلاث مراحل:

المرحلة التي بدأت فيها الجمعية بوضع أسباب وجودها على أرض الواقع، وحضورها داخل المشهد الجمعوي بالمغرب، وقد تطلبت هذه المرحلة قدرا كبيرا من العمل الجاد والمضني في سبيل إنشاء جمعية كشفية تربوية رائدة، وقد تميزت هذه المرحلة بتحول الجمعية من المحلية إلى الوطنية، رغم ضعف الإمكانات المادية والبشرية للجمعية خلال هذه المرحلة إلا أنها عرفت حيوية وفاعلية، وتميزت من خلال أنشطتها، بالإضافة إلى انطلاق سلسلة التكوينات الخاصة بأطر المخيمات الصيفية لفائدة قادة الجمعية، ولقد بصمت الجمعية في هذه التداريب بصمتها الخاصة من خلال تميزها وإبداعها في مواضيع هذه التكوينات.

في هذه المرحلة بدأت الجمعية في وضع المخطط الاستراتيجي وتشخيص الوضع الداخلي للجمعية، حيث قامت بتسطير الأهداف الاستراتيجية لعملها في أفق السنوات القادمة، كما بدأت في التوسع والامتداد الجغرافي، والتوسع في علاقاتها وذلك من خلال بناء شبكة م العلاقات الداخلية والخارجية، فازدادت فروعها وتوسعت في ميداني العمل والبرامج. كما عرفت هذه الفترة توسعا كبيرا في عدد منخرطيها، وتصدرت الجمعية المراتب الأولى من حيث الفئات المستفيدة من أنشطتها، وانكبت في هذه الفترة في تحسين الإدارة الداخلية وتدبيرها المالي. لقد كانت هذه هي المرحلة التي حققت فيها الجمعية ذاتها ووصولها إلى مستوى الحضور المتميز في المشهد الجمعوي المغربي، والمكانة اللائقة عند الشركاء والمستفيدين.

المرحلة التي بدأت بعد المؤتمر الوطني الرابع وقد عرفت هذه المرحلة باتخاذ منحى أكثر عمقا وصعودا باتجاه الرقي بالجمعية إلى أعلى درجات التميز عن غيرها من الجمعيات، حيث سعت قيادة الجمعية في هذه الفترة إلى الشروع في تطبيق معايير الجودة الشاملة لجميع أنشطتها وممارساتها. وأصبحت تحظى بدرجات عالية من التقدير من المؤسسات الحكومية، والمجتمع المدني.


لقد أصبح دور الجمعية يتعاظم يوما بعد يوم حسب احتياجات المجتمع إليها، نظرا لما أصبحت تشكله من حضور معتبر داخل المشهد الجمعوي كفاعل حيوي تفاعل منذ نشأته مع اهتمامات الطفولة والشباب وتطلعاتهم وكمدرسة ترعرعت في أحضانها أجيال متلاحقة من الطاقات الواعدة بما شملتها من تأطير واع وهادف.